تتخذ مؤسسة «سند» للتطوير المجتمعي، منذ أن تأسست سنة 2012، نهجًا ومعاييرًا خاصة تتواءم مع خصوصية المجتمع العربي في الداخل، لقياس جودة الحياة، وتعميم طرق استدامتها، من خلال توفير المبادرة والحصانة الاجتماعية، والموارد البشرية القادرة على إتمام عمليات تطوير المجتمع، وتوفير الأصول الماديّة التي تساعد على تطوير أشكال جودة الحياة في الداخل بما يتماهى مع رؤية المؤسسة في تطوير المجتمع وتحسين جودة حياته.

مقاييس جودة الحياة في نظر مؤسسة «سند»

تتعدد مقاييس جودة الحياة، وتختص كثير منها بمجتمعات معينة دون الأخرى، وتختلف طرق قياسها واعتمادها أيضًا من مجتمع إلى آخر، كما إن قياس مدى جودة الحياة يرتبط بمجموعة من المعايير ذات علاقة مباشرة بالمجالات الاجتماعية والثقافية، لذلك، فإن إن إمكانات قياس ذلك تظل دومًا قابلة للجدل التغيير على مستوى الأخلاقيات المهنية.
ترى مؤسسة سند أن مدى توافر هذه المقاييس لا يعتمد فقط على معطيات بيئة الحياة التي يعيشها الإنسان في متجمعه والفرص والنشاطات المختلفة المتوفرة من حوله، بل تعتمد أيضًا على طموحات الإنسان واجتهاده في تحقيقها، وحسن تعامله مع ما تتيحه البيئة التي يعيش فيها.

1. الوظيفة والدخل

لا تعد الوظيفة في مقاييس جودة الحياة فقط مصدرًا للدخل، بل وسيلة تبرز قيمة، وتتيح له فرصًا للعطاء وتحقيق الذات، ولتحقيق ذلك، لابد أن تكون الوظيفة مفيدة لصاحبها والمجتمع الذي يعيش فيه، اقتصاديًّا واجتماعيًّا.
وكلما كانت الوظيفة منتجة، أتت بالدخل الأنسب، ما يسهم في تأمين مقاييس جودة الحياة في حياش الشخص، ما يعود بالفائدة ليس على صاحبها فقط، بل على المجتمع والبيئة الاقتصادية وغيرها.

 

2. السكن

يسهم وجود الإنسان في بيئة سكنية مناسبة في تعزيز تجربته في الحياة من خلال تحسن أدائه، وتحسين الحالة الصحية العامة له، وزيادة إنتاجيته.
التوازن بين العمل والحياة ومدى الرضا عن الحياة
لا تتعلق مقاييس الجودة الحياة الخاصة بالتوازن بين العمل والعمل ومدى الرضا عن الحياة والتفاعل مع المجتمع، بالوظيفة والدخل والسكن فقط، بل تتعلق بالعلاقات الاجتماعية، والنشاطات التي يقوم بها الإنسان في مجتمعه، ووسائل الترفيه المتاحة له، ومدى سعادة الإنسان مع من حوله من أشخاص، في المنزل والعمل والمؤسسات التعليمية.

 

3. الأمان

ترتبط كثير من مقاييس جودة الحياة بالإجراءات والخدمات الحكومية في أي دولة، فمقياس الأمان، يتعلق بإجراءات الحماية والعدالة في الدولة.

 

4. الصحة

أما معيار الصحة، وهو واحد من أهم مقاييس جودة الحياة، لكون العناية الصحية تعد الممكن الرئيسي لنشاطات الإنسان وحيويته في مجتمعه، فمتعلق في بعض الأحيان بسلوكيات الإنسان ونظام حياته.

 

5. التعليم

يعد التعلم مقياس التمكين المعرفي لدى الإنسان، إذ يجعله قادرًا على الإبداع والابتكار ومنافسة الآخرين والوصول إلى مراكز تلبي الطموح، ويمكنه من بناء مستجدات غير مسبوقة في المجتمع وحتى العالم، لذلك، يعد التعلم متطلب مهم لمعيار المشاركة في الحياة المدنية كي تكون هذه المشاركة فاعلة ومفيدة.

مقاييس استدامة جودة الحياة.. تزيد بتمكّن القائمين عليها

نؤمن في سند، أن استدامة جودة الحياة ومقاييسها تزيد كفاءتها وجودتها ومدتها بزيادة كفاءة العاملين عليها، ففي أصغر دائرة، يعتبر كل شخص مسؤول عن زيادة استدامة جودة حياته، وفي دائرة أكبر، تتولى الجمعيات والمنظمات المجتمعية والدولية مسؤولية استدامة جودة الحياة لدى كل من يشاركها، ولدى المجتمعات التي تعنى برعايتها وصون حقوقها وتنظيم المبادرات والفعاليات المجتمعية فيها. 
فتكامل الجهود المبذولة، وزيادة دعم ورعاية الجمعيات المعنية بالأمر، بهدف استدامة جودة الحياة في المجتمع العربيّ ككل، يؤدي إلى مجتمع مؤثر وفاعل يستغل كل موارده وقواه من أجل التحسين والاستدامة.
ومن أجل تحقيق استدامة جودة الحياة، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار:

1. الاستهلاك المسؤول: إذ تتطلب استدامة جودة الحياة منا أن نكون واعين ومسؤولين في استهلاك الموارد الطبيعية، والسعي لتقليل الهدر منها، واللجوء إلى المنتجات ذات الصناعة المستدامة، وذلك حتى في التنقل، من خلال استخدام وسائل نقل مستدامة مثل المشي والنقل العام.
2. تحقيق العدل الاجتماعي: من خلال توفير فرص متساوية للجميع والاهتمام بالفئات الضعيفة والمحرومة والمهمشة.
3. النمط الغذائي المستدام: من خلال  تناول الأطعمة الطبيعية والمحلية والنباتية بدلًا من الأطعمة المصنعة. 
4. الاستثمار في البحث والتطوير: يجب الاهتمام في البحث والتطوير لإيجاد تقنيات حديثة تسهم في تحقيق الاستدامة في مختلف المجالات.